الخميس، 8 نوفمبر 2012

مشروع مدينة بلا عنف في الطيرة

مواطنون: مشروع مدينة بلا عنف في الطيرة معطّل
موقع بكرا

حالة استياء تسود الشارع الطيراوي من القائمين على مشروع مدينة بلا عنف، والتي دخلته مدينة الطيرة بعد موجة العنف التي ضربتها، حيث "ان دخول الطيرة للمشروع اعطى بعض الامل للمواطنين بانخفاض نسبة العنف... لكن هذا الامل بدأ يتلاشى نتيجة لعدم تنفيذ اي مشروع على ارض الواقع"- كما يقول الاهالي.
"مدينة بلا عنف" هو مشروع اطلقته وزارة الامن الداخلي بالتعاون مع صندوق الصداقة والسلطات المحلية، وهو يدار من قبل لجنة يقف على رأسها مدير عام وزارة الامن الداخلي، وتضم اللجنة عدة ممثلين عن الوزارات المعنية بالموضوع.
ايتم تنفيذ المشروع في نحو 84 بلدة عربية ويهودية في البلاد، وجاء كبرنامج وطني لمكافحة العنف بالسلطات المحلية، والتي جاءت كخطة لمواجهة الظواهر غير الاجتماعية: العنف، الخروج عن القانون والجريمة.
ويفيد مراسل موقع "بكرا" أن المشروع هو مشروع متعدد المجالات، يقوم العاملون فيه على تشخيص مميزات مشتركة تتعلق بظواهر العنف المختلفة، وذلك من خلال التعاون بين الاوساط المختلفة وتجنيد كافة الاجهزة المعنية بهذا المجال من اجل حل مشكلة العنف بالسلطة المحلية.
مراسل موقع "بكرا" تجول في مدينة الطيرة، واستمع لأقوال المواطنين حول المشروع في المدينة... وخرج بالتقرير التالي:

محمود مصاروة:" المشروع ليس مستغلا بالطيرة، والميزانيات تذهب لفعاليات ليست لها اي فائدة"
" مشروع مدينة بلا عنف بشكل عام هو مشروع جيد جدا وايجابي في حال تم استثماره بالطريقة الصحيحة"، بهذه الكلمات افتتح محمود مصاروة حديثه لمراسل موقع بكرا... وأضاف: "للاسف، المشروع غير مستغل في مدينة الطيرة، وعلى ما يبدون فإن معظم الميزانيات الممنوحة ضمن هذا المشروع تذهب على جانب الشرح والتوعية فقط، مع العلم انه وحسب الوضع القائم بالطيرة فان المطلوب ليس الشرح والاعلان وانما العمل، نحن لسنا بحاجة الى شرح نحن بحاجة الى كاميرات مراقبة، دوريات للاهالي دراسات وتقديم معالجات وحلول للحد من العنف، لذلك فان المشروع ليس ناجحاً".
وتابع قائلاً: "هناك فعاليات تقام ضمن هذا المشروع ليس لها اي فائدة مثل توزيع ملصقات او تنظيم دوري لكرة القدم المصغرة وللاسف فان هذه النشاطات تبذر الأموال الممنوحة ضمن ميزانية المشروع حسب رأيي".

احمد قشوع:" ازدياد العنف بالطيرة مؤشر على ان المشروع غير ملموس"
من جانبه قال احمد قشوع في حديثه لمراسل موقع بكرا: "المشروع ممتاز وبنّاء بصفة عامة، ولكن اين وصل هذا الموضوع عندنا في الطيرة؟اعتقد انه تجمد او وصل لطريق مسدود، ولا ندري ما هي اهمية المشروع. أنا شخصيا اشير بإصبع الاتهام للمجموعة التي تدير هذا المشروع بالطيرة لانهم وعلى ما يبدو لا يجيدون التفريق بين العنف والجريمة المنظمة، حان الوقت لكي نستغل هذا المشروع لوقف العنف".

ومضى يقول: "لقد توقعت ان تنخفض نسبة الجريمة في الطيرة نتيجة لادخالها ضمن هذا المشروع، لكن للملاحظة نقول، ان العام الماضي سقط خمسة ضحايا في الطيرة، لكن في هذا العام الذي لم ينته بعد (ما زالنا في شهر 11) وقع 6 اشخاص ضحايا للعنف، وهذا مؤشر ودليل على ان المشروع غير ملموس، وهناك خيبة امل في صفوف الاهالي منه".

فاتن قاسم:" نحن بالطيرة لا نشعر اننا جزء من مدينة بلا عنف"
مديرة مدرسة الزهراء الابتدائية فاتن قاسم، تساءلت في مداخلتها خلال الاجتماع الاخير الذي عقد في البلدية في اعقاب جريمة القتل الاخيرة، وقالت: "أين هو مشروع مدينة بلا عنف؟؟ جميعنا احتفل بدخول الطيرة اليه حتى ظننا انه سينقذ المدينة، لكن للاسف نحن لا نشعر بان الطيرة داخلة في هذا المشروع، المطلوب ان يكثف المسؤولون عن هذا المشروع فعالياتهم لكي تنخفض نسبة العنف في الطيرة".

د. رامي شيبي: "لا يوجد اي فرق بين الطيرة قبل وبعد دخولها لهذا المشروع"
اما د.رامي شيبي فقد قال في حديثه لمراسلنا: "حسب رايي لا يوجد اي وجود للمشروع على ارض الواقع في الطيرة، هناك تقصير معين من المسؤولين على هذا المشروع، اذ انه لا يعقل ان يستغل في بلدات خصوصا بالوسط اليهودي، ونحن في الطيرة من امس الحاجة له، لا نشعر به، لم ينفذ اي خطة من هذا المشروع، ولا يوجد اي فرق بين الطيرة قبل دخولها والطيرة الان بعد دخولها في المشروع، بل على العكس فان نسبة الجريمة ارتفعت حسب المعطيات".

وإستطرد يقول: "الجميع في الطيرة يسأل ماذا قدم هذا المشروع للطيرة؟ حتى ان البعض لم يسمع عنه لقلة فعاليته، المشروع يعمل بدون خطة لذلك فإنه لم يقدم ولن يقدم -على ما يبدو- اي شئ للطيرة، على الرغم من انه مشروع حيوي وايجابي".

فادي منصور:" المشروع لم يقدم شيئا للطيرة"
من جهته، قال فادي منصور - عضو لجنة مكافحة العنف والجريمة في الطيرة: "مشروع مدينة بلا عنف هو مشروع مركب، يحارب العنف، ويعمل على منع العنف قبل حصوله، وعندما نقول العنف فإن المقصود هنا في الشارع، في المدرسة، عنف الخارجين عن القانون وايضا العنف داخل العائلة وغيره، كل هذا عبر عدة طرق ووسائل، وعلى صعيد كافة المجالات، لكن وللاسف فاننا بالطيرة لا نرى اي شئ من هذا المذكور، علما ان المشروع اثبت نجاحه في عدة مدن ومنذ بدايته، وخصوصا في مدينة ايلات وطبريا كذلك ببلدات عربية مثل رهط، الرملة واللد والناصرة العليا وبلدات أخرى، كما ذكرت وسائل الاعلام العبرية".
وأردف قائلاً: "اين خطة العمل للمشروع في الطيرة؟ المشروع ملزم بالعمل على خمس جوانب، الاول هو التربية: هل قام المشروع بتأهيل طواقم للعمل في المدارس؟ الجانب الثاني هو التعليم اللامنهجي: هل قام المشروع بتطوير القيادة الشابة واقامة دوريات للاهالي بالطيرة وتفعيل ملاعب رياضة؟ الجانب الثالث هو تطبيق القانون: هل قام المشروع باقامة منتدى بلدي لتطبيق القانون ونصب كاميرات بالشوارع كذلك تفعيل دوريات الشرطة المشتركة بالطيرة؟ الجانب الرابع هو الشؤون الاجتماعية: هل اقام المشروع بالطيرة مركزا متعدد المجالات ليمنح العلاج لكل الذين تعرضوا للعنف، التعذيب والإهمال؟ والجانب الخامس والاخير هو الاتصال البلدي الواسع، هل قام المشروع بتجميل صورة الطيرة الخارجية وتنظيف سمعتها واسمها بالخارج؟ للاسف كل هذه الاجابات معروفة، وتنتظر العمل والتنفيذ لاستغلال المشروع".

تعقيب مشروع مدينة بلا عنف على اقوال المواطنين
هذا، وتوجه مراسلنا الى آدم فندي، مدير لواء المركز في مشروع مدينة بلان عنف، لأخذ تعقيبه على الموضوع فقال: "شخصيا اقدر الجهود والرغبة التي يوظفها طاقم مشروع مدينة بلا عنف في الطيرة، وعلى راسهم رئيس البلدية المحامي مامون عبد الحي، لانهم بالفعل يريدون ان يساعدوا ويقدموا لمجتمعهم وبلدهم عبر هذا المشروع، لكن للاسف لا يوجد هناك تعاون من جانب الاهالي الامر الذي يحول دون إعطاء النتائج على ارض الواقع، لا يوجد وعي ودراية لهذا المشروع بالطيرة والمسؤولية تقع على عاتق الاهالي، الذين وللاسف يعتقدون ان المشروع هو مشروع شرطي وياتي تمهيدا لتجنيد الشباب في الخدمة المدنية او الانخراط بالسلك الشرطي، لكن عليهم ان يعرفوا الحقيقة وهي ان هذا المشروع هو مشروع ثقافي وتربوي، وهو مشروع لم يأت لخدمة المصالح الشخصية بل خدمة للمصلحة العامة".

وأضاف: "على سبيل المثال، يوجد بداخل المشروع جانب هو دوريات الاهالي، دعونا لهذا المشروع بالطيرة فكان هناك عدد قليل جدا من الاهالي الذين تعاونوا، ونفس الامر ينطبق على احدى المحاضرات التي دعونا اليها ولم يحضرها سوى القليل، وانا اسأل: اين روح التطوع واين القيادة الجماهيرية والدينية في الطيرة، والتي يجب عيلها ان تثير الحماس في نفوس المواطنين لكي يمدوا يد العون لنا".
وإختتم ادم فندي حديثه قائلاً: "اتمنى أن ينجح المشروع في الطيرة ويأتي ثماره قريباً، لان الطيرة بحاجة لمثل هذا المشروع الحيوي، وهو لن ينجح ما دام هناك عدم تعاون من الاهالي".